في سكون الليل وفي هجعة الناس ، زارتني حبيبتي ، استقبلتها بالأحضان وضممتها إلى صدري ، دموعي تساقطت ، إنها دموع الفرح ، دموع السعادة ، سألتها بصوت خافت ، صوت من يعتريه الخجل لتقصيره في حماية حبيبته ...
أين أنت؟؟ أين كنت ؟؟ أين غبت عني طوال هذه الفترة؟؟
أطرقت برأسها وأطلقت آهات وآهات..
أين سأكون ياحبيبي؟؟ لقد تم اختطافي منذ سنين عديدة...
قاطعتها والحيرة ترتسم في نظرات عيني المملؤتين بالدموع : إختطاااااااااااااف!!! كيف؟؟ وممن؟؟ وأين وضعوك؟؟
آآآآآآآآآآآآآه... نعم إختطاف ياحبيبي ..تم تكتيفي في غفلة من حراس كانوا مكلفون بحمايتي ، أتى لصوص ، سرّاق لكل ماهو جميل ، رأوا جمالي الساحر ، وحب الناس لي ، وعشقهم لمحياي ، فقتلتهم الغيرة وتمعّرت وجوههم الغضباء ، فأصدروا توجيهاتهم لزبانيتهم وخدامهم ، قالوا لهم : مادامت هي موجودة فليس لكم قرار وليس لكم مكان !! عشاقها كثر وحماتها أكثر ، ولكن يجب أن تقتلوا من استطعتم من الحراس وتغروا الآخرين بأجمل منها .
فانخدع المساكين ووافقوا على الطلب وقبضوا الثمن مقدما ، أموال طائلة ، وجاهات كبيرة ، مناصب قيادية حساسة ، لهو في اوروبا ، وعبث في شرق آسيا ، خمر ونساء.
أما المخلصون الذين دافعوا عني فمنهم من قتلوه ، ومنهم من اتهموه بأقذع التهم ، قالوا عنه : رجعي متخلف ، إرهابي أصولي ، بل وأوغلوا صدور أنصاري على أنصاري فاتهموا بعضهم البعض بالنفاق والإبتداع.
نعم ياحبيبي .. لقد أبعدوني عن مكاني الذي أراد الله أن أكون فيه .. ولكن الله قيّض لي رجالا حاولوا إعادتي إلى وضعي الطبيبعي ، نعم حاولوا وخلفوا أجيالا لازالت تحاول وتحاول ، وفي كل مرة يرسلني هؤلاء المخلصون إلى حبيب ينتظرني ، نعم .. كل القلوب تهواني ، وتتلهف للقياي ، فطر الله الناس على حبي..
وهاأنت ياحبيبي تلتحق بفئة المحبين ، المغرمين بي ، وهاأنا أزورك بعد أن عمل حراسي العشاق بالليل والنهار ليرسلوني ويوصلوني إليك ،، فعاهدني ياحبيبي .. عاهدني أن تكون من حراسي وأن تكون من عشاقي ، وأن تكون من الساعين بجد واجتهاد لإعادتي ملكة حاكمة كما أراد الله ...
قلت لها والفرحة تكاد تطير بي في سماء العزة والكرامة والمجد : أعاهد الله الذي يسمع كلامي ويرى مكاني ويعلم حالي أن أكون خادما لك ، مدافعا عنك ، سيفا مسلطا على أعدائك ، لسانا صادقا في الدعوة إلى حبك ..
إبتسمت وقالت : انظر إلى هذا الكتاب ياحبيبي!!! هل تعرفه؟؟؟
ضحكت ، وقلت لها : ومن لايعرف هذا الكتاب؟؟ إنه القرآن الكريم ،، كلام رب العالمين..
أشارت إليه وقالت : أوصيك بحفظه والمداومة على تلاوته ، فأنا موجودة بين غلافيه ، إنني الشريعة ياحبيبي ،، إنني الشريعة الإسلامية
مع آلتحيه